بريدك الالكتروني


English

 

الأربعاء. يوليو. 5, 2006

دعوي » جمهور الدعوة » المجتمع

أرسل لصديق  
   
روابط من إسلام أون لاين

مسلمو بريطانيا يشكُون التشويش الإسلامي!!

حوار - نهال محمود مهدي

قبلة مسجد مانشستر
قبلة مسجد مانشستر

   يعد الإسلام الدين الثاني في بريطانيا، حيث يبلغ عدد المسلمين حوالي ثلاثة ملايين نسمة، بما يمثل نسبة 5% تقريبا من عدد السكان البالغ عددهم حوالي 62 مليون نسمة.

وترجع أصول المسلمين في بريطانيا إلى عدد من الدول، يأتي على رأسها دول آسيا مثل الهند وباكستان وبنجلاديش، ثم تأتي دول إفريقيا لتحتل المرتبة الثانية، وينحدر مسلموها من دول المغرب العربي والصومال، ثم يأتي أخيرا ذوو الأصول الأوروبية المنحدرون من تركيا ودول البلقان.

وفي مدينة مانشستر يعيش ما يقرب من 152 ألف مسلم، يرعاهم عدد من المراكز، يأتي في مقدمتها مركز ديدسبري الإسلامي Didsbury؛ المعروف بمركز مانشستر.

الداعية الشيخ سالم الشيخي، الخطيب والمستشار الشرعي للمركز، والأمين العام للجنة الفتوى في بريطانيا، كان لشبكة (إسلام أون لاين.نت) معه هذا الحوار، الذي حدثنا فيه عن المركز وأنشطته الدعوية المتعددة، وعن وضع المسلمين بشكل عام في بريطانيا، وقضاياهم المختلفة.

* فضيلة الشيخ سالم، بداية نود التعرف عليكم بشيء من التفصيل.

الشيخ سالم الشيخي 

 - اسمي سالم عبد السلام الشيخي، ليبي الأصل، وأقيم في بريطانيا، وأحمل الجنسية البريطانية. مهنتي الأصلية مهندس، ثم درست في كلية الشريعة، وحصلت على الماجستير من كلية الشريعة والقانون بجامعة أم درمان، ثم صرت عضوا بالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وأمينا عاما للجنة الفتوى في بريطانيا حاليا.
تلقيت العلم على يد أكثر من أربعين شيخا بحمد الله؛ منهم الشيخ محمد المختار الشنقيطي، والشيخ عبد القادر الجزائري، والشيخ محمد عوض.

* كيف ومتى أنشئ مركز مانشستر الإسلامي، ومن يقوم عليه؟.

- يعتبر المبنى الذي يضم مركز مانشستر حاليا ثاني كنيسة اشتراها المسلمون في بريطانيا في عام 1964م، وأول كنيسة تم تحويلها إلى مسجد، وهو يتسع لأكثر من ألفي مُصَلٍّ.

والمركز يعتبر هو المركز الإسلامي الرئيسي في وسط بريطانيا، والذي يحتوي على لجنة قضائية يحتكم إليها المسلمون في شئون الزواج والطلاق والمعاملات المالية، وبه قسم كبير لنشر الدعوة، يزوره في العام الواحد ما لا يقل عن ألف طالب وطالبة من المدارس الإنجليزية للتعرف على الإسلام.

كما يوجد بالمركز منشط نسائي كبير؛ يقدم ندوات ومحاضرات ودورات، وتوجد أيضا مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية.

* ما أهم الأنشطة الدعوية التي يقوم بها المركز؟.

تلاميذ بريطانيون في ضيافة المركز 

 - يقوم المركز بعقد معارض ولقاءات أسبوعية للمسلمين الجدد، كما نرتب زيارات للمسجد من طلبة المدارس، وهو ما يعد من أهم الأنشطة، كما نعقد مخيمات ولقاءات دورية تضم عددا كبيرا من رموز غير المسلمين من أساتذة جامعات وقساوسة وغيرهم للتعريف بالإسلام.

ويعتبر العمل النسائي الأكثر نشاطا، فهناك حلقات أسبوعية لهن، تدرس فيها علوم القرآن، وشعب الإيمان، وغيرها من العلوم، كما يوجد قيام ليل شهري، ودورات فقهية متنوعة، منها: فقه المرأة، والبيت المسلم في ديار الغرب.

كما يقوم المركز بعرض أشرطة علمية ووثائقية للشباب والأطفال، وتوجد أيضا وسائل للترفيه الذي يعد شيئا أساسيا ومهما للغاية. ونعقد كل فترة "دوري" بين المراكز الإسلامية في تنس الطاولة وغيرها من الرياضات، ويشارك فيه عدد كبير.

* ما أهم العوائق والصعوبات التي يواجهها المركز؟.

- العائق الأول هو العائق المالي، نتيجة أن الأنشطة تحتاج إلى تكاليف مالية كبيرة جدا، ومازالت استجابة المسلمين للتبرع للمناشط الدعوية لم ترتقِ للمستوى المطلوب بعد.

العائق الثاني هو أن فترة الراحة بالنسبة للأولاد والبنات هنا في بريطانيا هي فترة الصيف فقط، وهي قصيرة جدا، وغالبا ما يكونون فيها خارج ديارهم؛ وعلى ذلك فإن تقديم أنشطة المركز خلال فترة الدراسة يسوده بعض الارتباك.

العائق الثالث يتمثل في وجود بعض المشوِّشين ممن ليس لهم فقه ولا علم بأحكام الشريعة؛ يجرُّون المسلمين إلى قضايا ومسائل هامشية، ويشغلونهم بها وقتا طويلا مما يسبب تأخرا في  الأداء الدعوي.

أيضا من العوائق المزعجة: تأثير العادات والتقاليد والأعراف التي أتى بها هؤلاء من ديارهم على سلوكهم اليومي في بريطانيا، والذي ينعكس على صورة الإسلام والمسلمين بشكل عام.

* ما أبرز الإنجازات التي حققها المركز في السنوات الأخيرة؟.

– أهم ما حققناه أن المركز أصبح هو الوحيد في منطقة وسط بريطانيا الذي يمثل مرجعية شرعية يحتكم إليها المسلمون في مختلف مشكلاتهم بشكل واضح ومنظم ومرتب ومنسق مع القضاء الإنجليزي.

كما أن المركز الآن أصبح لا يقوم على شئون الصلاة والأمور العبادية فقط، بل تنوعت مناشطه بشكل كبير للغاية حتى شملت جميع الشرائح، بجانب أداء دور المسجد على الوجه الأكمل.

كما استطعنا – بفضل الله - أن نتواصل مع غير المسلمين ومؤسسات الدولة بشكل قوي، حتى أصبحنا جهة معتمدة للتعريف الصحيح بالإسلام وقضاياه.

وأذكر في هذا الصدد أننا عقدنا في الفترة الأخيرة أكثر من لقاء مع عدد من ضباط الشرطة والمختصين، في بيان كيفية التعامل مع خصوصيات المسلمين، في حالة حدوث ما يقتضي تدخل الشرطة، وكيف يمكن مراعاة هذه الخصوصيات.

* كيف ترى علاقة مسلمي بريطانيا بالمجتمع البريطاني؟.

- كانت هناك بعض الأوقات تمر فيها العلاقة ببعض التوتر، لكن منذ سنوات أصبحت العلاقة أكثر هدوءا وتناغما؛ وأصبح المسلمون يشعرون بضرورة الاندماج الإيجابي في المجتمع البريطاني، وهذا في الحقيقة أثمر عدة فوائد، حيث أدى هذا التفاعل والاندماج إلى مشاركة المسلمين في كثير من المجالات، حتى أن مدينة مانشستر – وهي ثالث مدينة على مستوى بريطانيا – عمدتها مسلم.

* بالنسبة للجنة الفتوى التي تتولى أمانتها، هل هي لجنة رسمية؟ ومن يرعاها؟.

- لجنة الفتوى ليست هيئة رسمية؛ لأنها كلجنة علمية لا تحتاج إلى تسجيل، ولكنها هيئة معلن عنها، ولها رقم حساب، ووثائقها معروضة أمام القضاء، ولها هاتف ومقر رئيسي، وهي عبارة عن لجنة فقهية للإفتاء، منبثقة عن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، الذي راعى عند إنشائه مسائل المسلمين اليومية، فقرر أن تؤسَّس لجان للفتوى في مناطق العمل المختلفة على الساحة الأوروبية؛ فكانت لجنة الفتوى في بريطانيا إحدى هذه اللجان، ويعمل بها  ثلة من العلماء المقيمين في بريطانيا، يجيبون عن الأسئلة اليومية والتي لا تحتمل التأخير إلى حين انعقاد المجلس الأوروبي.

* تتعدد المرجعيات الإسلامية في بريطانيا، هذا إلى جانب كون بريطانيا ملجأ للعديد من الدعاة الفارين من بلادهم، فهل يؤثر هذا التعدد على العمل الدعوي؟.

كان هذا الوضع مؤثرا لدرجة كبيرة في السابق، أما الآن فأعتقد أنه يصب في حالة من الإثراء؛ فمع أحداث سبتمبر وأحداث فلسطين والعراق بدأت حالة من التوحد والاقتراب بين تلك المرجعيات، حتى جاءت أحداث تفجيرات لندن، فكان هناك نوع من وحدة الرأي بين جميع المرجعيات الدينية على رفض هذه الأعمال، وعلى محاولة إيجاد صيغة عمل مشترك.

* ما النصيحة التي يمكن أن تقدمها للدعاة الشباب المقبلين حديثا على العمل الدعوي في الغرب؟.

- رسالتي للدعاة الذين يقيمون في الدول الأوروبية أو يزورونها أن يركزوا أولا على مواطن الاتفاق بين المسلمين، وأن يدخلوا البيوت من أبوابها، فيتشاوروا مع القائمين على العمل الدعوي هناك حتى يدركوا القضايا التي يمكن أن يتحدثوا فيها؛ فهناك الكثير من القضايا التي يظنها الدعاة من خارج أوروبا ضخمة، فيأتون ويثيرونها عندنا في الساحة الأوروبية فتسبب لنا مشكلات.

* ختاما، كيف ترى مستقبل الدعوة الإسلامية في بلاد الغرب؟

- مستقبل الدعوة مشرق جدًّا جدًّا؛ لأن وضع الأقليات المسلمة انتقل نقلات نوعية في الفهم والفكر، وفي العمل والتطبيق، وفي الرؤية إلى الآخر.

فالمسلمون في أوروبا انتقلوا على المستوى الاجتماعي إلى مؤسسات أسرية، وعلى المستوى التعليمي إلى مدارس إسلامية، كذلك على المستوى الترفيهي التربوي إلى نوادٍ، أما على المستوى السياسي فقد انتقلوا حتى من التردد في الحصول على الجنسيات الغربية إلى البدء في المشاركة الفعالة في الحياة السياسية. فمستقبل الإسلام بخير إن شاء الله تعالى ما تمسكنا بروح الرسالة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن في طياتها كل خير.

 

ابحث

بحث متقدم