خطاب الرئيس جمال عبد الناصر من منزل الرئيس شكري القوتلي بعيد إعلان الوحدة

 

24 شباط (فبراير) 1958

 

 

أيها المواطنون:

 

السلام عليكم ورحمة الله..

 

إننى أشعر الآن وأنا بينكم بأسعد لحظة من حياتى، فقد كنت دائماً أنظر إلى دمشق وإليكم وإلى سوريا وأترقب اليوم الذى أقابلكم فيه، والنهارده.. النهارده أزور سوريا قلب العروبة النابض.. سوريا اللى حملت دائماً راية القومية العربية.. سوريا اللى كانت دائماً تنادى بالقومية العربية.. سوريا اللى كانت دائماً تتفاعل من عميق القلب مع العرب فى كل مكان.

 

واليوم - أيها الإخوة المواطنون - حقق الله هذا الأمل وهذا الترقب وأنا ألتقى معكم فى هذا اليوم الخالد، بعد أن تحققت الجمهورية العربية المتحدة.

 

أيها المواطنون:

 

لقد كافح الآباء وكافح الأجداد من أجل هذا اليوم العظيم الخالد لتكون أمة العرب أمة واحدة، وبفضل كفاحكم وثباتكم ورفعكم راية القومية العربية استطعنا أن نحقق هذا الحلم. اليوم ونحن نستقبل أول أيام الجمهورية العربية المتحدة، نستقبله بإيمان، ونشعر بالقوة ونشعر بالعزة، والهتافات التى كنتم تنادون بها فى دمشق منذ سنين طويلة، والخطب التى كنتم تلقونها، والأمانى التى كنتم تتمنونها، وكانوا يتمنونها فى كل قطر من الأقطار العربية، وفى كل بلد من البلاد العربية؛ هذه الأمانى تحققت اليوم.. لقد قامت الجمهورية العربية المتحدة لترفع راية الحرية، ولترفع راية السلام، وراية القوة والعمل والإقدام.

 

اليوم، وقد حضرت إليكم من القاهرة أحمل إليكم تحيات إخوانكم فى الإقليم الجنوبى، تحيات من القلوب تحيات من النفوس، وأحمل إليكم أيضاً منهم الشعور بالمحبة، الشعور اللى كل واحد منكم يستطيع أن يعلمه من نتائج الاستفتاء.. شعور محبة متبادلة بين الشعب فى مصر والشعب فى سوريا، تآخ وتآزر وتضامن فى كل شىء؛ وهى دى الأسس للجمهورية العربية المتحدة.

 

أيها المواطنون:

 

أقول لكم مرة أخرى: إن هذه اللحظات من لحظات العمر، وإن هذه الأيام من أيام التاريخ، وإن هذه المسئولية التى ألقيت على عاتقكم مسئولية كبرى، وبعون الله وقوته سنعمل متحدين متكاتفين من أجل تحقيق أمل كل فرد منكم لبناء الجمهورية العربية المتحدة على أسس المثل العليا والعزة والكرامة والتآخى والمحبة.

 

اليوم - أيها الإخوة - وأنا أكلمكم من منزل أخى شكرى القوتلى؛ الذى كان أول من دعانا إلى القومية العربية بعد أن قامت الثورة فى مصر، وأول من بشر ودعا بالقومية العربية، اليوم أتوجه لأخى شكرى القوتلى بالشكر والتقدير، وأقول له هذا باسم شعب مصر الذى وضعه أعلى منزلة. اليوم - يا إخوانى - نسير قدماً إلى طريق العزة، وطريق النصر، وطريق الكرامة والعمل والبناء.. والله يوفقنا.   

 

والسلام عليكم ورحمة الله.

 

 

_________________

 

المصدر: موقع مؤسسة ناصر www.nasser.org